الثلاثاء، ٢٩ أيلول ٢٠٠٩

قدمها موسيقي قادم من الجزائر :رحلة حب وصداقة بين الموسيقى العربية والالات الغربية

ما نشرته جريدة "القدس العربي"اللندنية عن نشاطات المركز الثقافي العربي في منطقة لياج البلجيكية
قدمها موسيقي قادم من الجزائر: رحلة حب وصداقة بين الموسيقي العربية والآلات الغربية
25/02/2008
لياج ـ بلجيكا ـ القدس العربي ـ من احمد صالح سلوم: كالعادة لا مكان شاغرا في صالة المركز العربي الثقافي في لياج وبعض الحضور تابعوا تلك الامسية الموسيقية التي تحكي عن علاقة ممكنة بين الشرق والغرب واقفين.الحجز للمقاعد كان مسبــــقا وكان الجـــــميع يشغل مكانه وكأنه امتلك ثروة لا تقدر بثمن.جمهور مختلف نسبيا عن جمهور النشاط الثقافي سابقا وبالتأكيد عما قبله. المناسبة اليوم هي رحلة مزج موسيقية في عزف قطع موسيقية عربية بآلات تارة غربية وشرقية معا وتارة بأدوات عزف غربية صرفة مع الاكورديون والساكسوفون اللذين هما آلتان غربيتان بامتياز.كان الاختيار يحدده استاذ الموسيقي في معهد لياج العالي للموسيقي محمد باركو والمتفرغ اليوم بعد قصة مرض اخير الم به الي احياء الحفلات الموسيقية فقط..في حديث مع القدس العربي قال محمد ان ثمة قطعا موسيقة شرقية محددة فقط يمكن عزفها علي الات موسيقية غربية لأن النوتة الكاملة لا يمكن العزف من خلالها علي بعض الآلات الغربية.لذا اختار محمد باركو وعازف الاكورديون البلجيكي فرانسيز دانولي بعض القطع الموسيقية التي قدمت في الكونسيرت الموسيقي الذي تم في صالة المركز الثقافي العربي في منطقة لياج.وكان الموسيقار وعازف الناي والقصبة والساكسوفون محمد باركو يقدم لجمهوره البلجيكي المتذوق لهذا العزف الجديد قطعا موسيقية اختارها بعناية مع شرح عن حكاية القطعة الموسيقية ومسمياتها اذا كانت تنتمي الي المقام العراقي او الموشح الحلبي او الموسيقي الاندلسية.. حيث عزف مقطوعة شرقية هي عبارة عن موشح حلبي لا يعرف كاتبه علي وجه التحديد.. مفصلا ان حلب باعتبارها ملتقي لقوافل التجارة الدولية تاريخيا جعلها تقدم روحية عزفية خاصه باعتبارها التقاء متفردا بين الحضارات، مما جعل المدرسة الاندلسية الحلبية مختلفة عما هي في المغرب العربي الذي تميز انه نسخة قريبة من العزف الاندلسي بينما اضافت حلب روحها وطربها الفريد. محمد باركو كما ذكر لجريدة القدس العربي وهو القادم من شرق الجزائر درس الموسيقي في تركيا معتبرا انها ما زالت كنز الشرق الفني الاصيل مدقـقا في شروحاته مساهمة الاتراك والعرب والشركس والقوقازيين والارمن واليهود الذين كانت تضمهم حلب وتركيا والمشرق العربي.وبدا ان جميل بيك الطمبوري قد احتل مكانة مميزة في العزف الشرقي في حديث العازف محمد باركو ليورد ان احدي المعزوفات الشرقية المعروفة قد نوّتها كاتبه الخاص الذي هو ارمني او شخص من احدي الطوائف الدينية في تركيا لأن الطمبوري لم يكن يعرف النوتة والكتابة.
موسيقي تسعي لانجازبطاقة عبور بين حلمين
تلك الرحلة الموسيقية التي تريد ان تكون رسالة صداقة وحب.. ذلك ما كتب علي اعلان الجولة الروحانية للموسيقي العربية الايطالية البلجيكية الغربية التي دعي اليها المركز الثقافي العربي في منطقة لياج.ناجي الصباغ الذي لا تعرف انه مدير المركز الا حين يقدم الحفل الموسيقي الكونسيرت بعبارات بسيطة وعميقة وبصدق عفوي فهو يعد الامور الصغيرة والكبيرة للحفل وهو من ينسق اماكن الحجز ومن يصور بكاميرا الفيديو ومن يتابع كل صغيرة وكبيرة ومن يحظي باحترام هذا الجمهور الواسع والمولع بالفنون الشرقية وما يأتي من الشرق وعن الشرق العربي..وكأنه يشكل لوبيا عربيا بأرقي اساليبه الحضارية: الفن والثقافة والمعرفة بينما تغيب كل لوبيات المرتزقة للانظمة العربية التي لا يهمها الا ان تروج لحكامها وكأنهم الحضارة العربية الاسلامية مع كل ما يثيرونه من قرف عند المتابع الغربي الذي لا يراهم سوي خيال مآته لمصالح شركات الاستعمار الجماعي الفوق قومية للعراق وفلسطين وافغانستان والخليج العربي..لغة عالمية قدمها الموسيقار البلجيكي ـ الجزائري محمد باركو وهو يسردها تلخيصا وعزفا بروح وفكاهة تقربه اكثر الي الجمهور البلجيكي الايطالي.. وكانت تلقي كل معزوفة يرتلها مع الموسيقي فرانسيز دانولي تصفيقا حارا وتفاعلا شفافا تراه في تحفز مشاعر الحاضرين واسترخائها الفني بآن معا.اطلاع الموسيقار محمد باركو علي كل تفصيلة تاريخية وتوثيقية تخص كل معزوفة اهله ان يروي حكايتها او ما روي عنها بكل ثقة عن عشق فتاة شيشانية وتلاقح الموشح الحلبي بعالمية طريق الحرير وفسيفسائها اللوني المجتمعي الفني العجيب علي طربها وفتنته في الروح كان حاضرا وشاغلا ارواح من تابعوا كل تدوينة موسيقية كان يعزفها الفنان محمد باركو بعشق وحب لكل سطر بالنوتة بالناي او القصبة او الساكسوفون ومعه العازف المتميز فرانسيز دانولي..النوتة التي لا يشردان عنها لتضبط ايقاع تلك الموسيقي التي تنساب مع الناي والقصبة بخلفية موسيقية ينسجم معها الاكورديون او كأن تسمع صوت صباح فخري حاضرا غائبا بين الساكسوفون والاكورديون وهما يعزفان موشحا حلبيا او مقاما عراقيا.لست مختصا بالموسيقي وقد افاض الموسيقار محمد باركو في تفصيل الفروق الدقيقة وامكانيات الالات الشرقية والغربية والطاقات التي تحملها الموشحات والمقامات والقدود والفن الاندلسي.
الموسيقي التي قد تكونموضوعا لمقابلة خاصة معه
بيد انك تدرك حســـاسيته العالـــية وفهمه العميـــــق والموسوعي المـــعرفي للغات الموسيقية وعالميتها وهذا ما سعي الي اختياره والتوفيق بينه في تحديد نوعية الموشح الممكن عزفا علي الالة الغربية وما هو مستحيل لأنه غير قادر علي تمثل النوتة العربية الكاملة.بين عباراته مع جريدة القدس العربي تجد احتراما وتقديرا بالغين للمدرسة التركية الشرقية وحرفيتــها وحفاظها علي الفن العربي الشرقي الأصيـــــل حيث تكون الموسيقار هـــــناك مع احترام خاص لمدرسة حلب الفنية ايضا التي ما زلنا نذكر امتحان محمد عبد الوهـــــــــاب فيها وفرحته بنيل شهـــــادة القبول من جمهور حلب الذواق للطرب الموسيــــــقي بحرفيته العالية، وهذا ما لمســــته في استفـــاضة محمد عن موشحات حلب في حـــــديثه امام الجمهور وفي تفاصيله في المقــابلـة التي اجريتـــها معه علي هامــش الكونسيرت الذي لاقي تجاوبا مميزا من الحضور الذي بدا مختارا بعناية وذواقا للموسيقي وتجديداتها وابتكاراتها الحضارية وعبقريتها التي تنبع من ذاتها.المركز وامام الاقبال الواسع علي نشاطاته سيلبي طلب جمهوره باعادة تكوين الصالة بتوسيعها بهدم الجـــــدران وتحويلها الي جدران متحركة لتلـــــبي شوق الحضور البلجيكي والايطالي لمتابعة الثقافة العربية الاسلامية وتجلياتها الحضارية من خلال ابنائها المبدعـــــين كالموسيــــــقار محمد باركو او من خلال
توثيـقها فنيا من عشاقها الغربيين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق